• للاستفسارات ، يرجى الاتصال بسكرتارية أفد:
هاتف: 00961-1-321800
فاكس: 00961-1-321900
البريد الإلكتروني: info@afedonline.org
بيروت, 10/11/2020
مؤتمر أفد السنوي
الثالث عشر
الجامعة
الأميركية في بيروت، 10 تشرين الثاني 2020
الصحة
والبيئة في زمن كورونا
كلمة
الإفتتاح
نجيب
صعب
رئيس
مجلس الأمناء، معالي الدكتور عدنان بدران،
مضيفنا
الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت،
المتحدث
الرئيسي السيد ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة،
الدكتور
خالد العوهلي، رئيس جامعة الخليج العربي وزملاءه من البحرين،
المتحدثون
والمشاركون،
مرحباً
بكم في المؤتمر السنوي الثالث عشر، وهو المؤتمر الافتراضي الأول للمنتدى العربي
للبيئة والتنمية (أفد)، والذي نأمل أن ينتهي إلى توصيات ملموسة تُطلق تغييرات إيجابية
فعلية في السياسات والإجراءات، لرفع شأن
الصحة والبيئة في البلدان العربية.
يُشاركنا
اليوم 650 مندوباً مسجلاً من 46 دولة، من خلال شبكة "ويبكس"، بعضهم ضمن مجموعات، كما في جامعة الخليج العربي في البحرين. ويتم بث الجلسات
عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكل من "أفد" والجامعة الأميركية في
بيروت.
أثر
البيئة على صحة الإنسان ورفاهية عيشه ليس بالأمر الجديد. إلا
أن الترابط بين الإثنين يكتسب
اهتماماً أكبر الآن، بينما العالم واقعٌ في قبضة جائحة فيروس كورونا. ضمن هذا
السياق، فإن موضوع التقرير السنوي الثالث عشر لسنة 2020 للمنتدى العربي للبيئة
والتنمية (أفد)، بعنوان "الصحة والبيئة في البلدان العربية"، يأتي في
الوقت المناسب. وإحدى استنتاجاته الرئيسية هي أن الوباء كشف نقاط ضعف متعددة
لأنظمة الرعاية الصحية العربية.
إعداد
التقرير بحدّ ذاته كان مسعىً صعباً، ليس فقط بسبب ظروف العمل الضاغطة التي خلقها
الوباء، والتي وضعت قيوداً على التفاعل الطبيعي بين الباحثين، ولكن أيضاً بسبب انعكاسات
الانهيار المالي وعدم الاستقرار السياسي في لبنان على عمل "أفد". وقد
تفاقم ذلك بسبب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) 2020، الذي أثّر بشدة على عمل الأمانة
العامة للمنظمة وشركائها في بيروت، وألحق أضراراً بمكاتب "أفد"، إلى
جانب المأساة الإنسانية والاقتصادية التي أصابت الموظفين. وبالتوازي مع الوضع غير
المستقر في المنطقة، أدى هذا الأمر إلى انخفاض مقلق في التمويل من قِبل الشركاء
والجهات الراعية التقليدية، مما يهدد استمرارية المنتدى نفسه.
هذا
التقرير هو الثالث عشر في سلسلة "وضع البيئة العربية" التي أطلقها
"أفد" عام 2008. وقد ألهمت هذه السلسلة، التي سلّطت الضوء على التحديات
البيئية وأوصت بحلول لها، تغييرات في السياسات وحفّزت الكثير من الإجراءات عبر
المنطقة العربية. تناولت السلسلة مواضيع رئيسية، بما في ذلك تغيُّر المناخ،
والمياه، والطاقة، والاقتصاد الأخضر، والبصمة البيئية، والاستهلاك المستدام،
وتمويل التنمية المستدامة، والتعليم البيئي، من بين أمور أخرى.
يناقش
تقرير "أفد" 2020 العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على مختلف جوانب
صحة الإنسان في البلدان العربية، ويقترح خطة عمل تمكّن المنطقة من تحقيق الهدف
الثالث من أهداف التنمية المستدامة. ويمكن وضع هذه التوصيات في سياق متكامل
للتنمية المستدامة، من خلال معالجة الصحة في الإطار الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
وتتناول فصول التقرير السبعة العلاقة بين الصحة والمياه والهواء والنفايات وتلوث
المحيطات وتغيُّر المناخ، فضلاً عن التقدم والعقبات باتجاه تحقيق محتوى الصحة
البيئية لأهداف التنمية المستدامة.
يود
"أفد" شكر جميع الشركاء والخبراء والباحثين الذين ساهموا في هذا
التقرير، بما في ذلك الجامعات والمنظمات الدولية والباحثين في مجال الصحة البيئية.
وقد كان لأعضاء "أفد" الأكاديميين من الجامعات في المنطقة العربية دور
رئيسي في تطوير التقرير. كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، التي
تستضيف المؤتمر أيضاً، كانت الشريك الأساسي في إعداد التقرير. كما ساهم باحثون من
جامعة الخليج العربي في البحرين، وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية في مصر، بمشاركة
من المركز الإقليمي لصحة البيئة التابع لمنظمة
الصحة العالمية.
ونتوجه بشكر خاص إلى الرعاة الذين دعموا إنتاج التقرير، ولا
سيما مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والبنك الإسلامي للتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة
(فاو).
نأمل أن يساعد هذا التقرير، من خلال تسليطه الضوء على العلاقة
المتبادلة بين البيئة والصحة، في تعزيز الإدارة البيئية في البلدان العربية بطريقة
تحمي صحة الإنسان على نحو أفضل، وأن يُساهم أيضاً في تنشيط النُظم الصحية
للاستجابة الفعالة لتأثير العوامل البيئية.
بالنيابة
عن المؤلفين، يسعدني أن أقدم النتائج الرئيسية لتقرير "أفد" حول الصحة
والبيئة في البلدان العربية.
النتائج
الرئيسية والتوصيات
نظرة
عامة
- أكثر من
676 ألف مواطن
عربي سوف يفقدون حياتهم قبل الأوان سنة 2020 نتيجة التعرض للمخاطر البيئية
التقليدية.
-
تشمل الأمراض المدفوعة بالأسباب البيئية في البلدان العربية أمراض القلب والأوعية
الدموية، والإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والسرطان.
-
العوامل الرئيسية للأخطار البيئية لهذه الأمراض هي تلوث الهواء الخارجي والداخلي،
وعدم توافر المياه النظيفة، والتلوث البحري، والتمدد الحضري غير المنضبط، وتدهور
الأراضي، والتعرُّض للنفايات والمواد الكيميائية الضارة.
المياه
- سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الافتقار إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية
الآمنة.
-
يفتقر نحو 50 مليون عربي إلى خدمات مياه الشرب الأساسية،
كما ان 74 مليون شخص في المنطقة لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية.
-
خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة السيئة هي السبب في
40 ألف وفاة مبكرة سنوياً، كان في الإمكان تجنّبها.
-
9 دول فقط من أصل 22 دولة عربية تسير على الطريق الصحيح
لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة من حيث المياه النظيفة والصرف
الصحي.
-
أدّت الحروب وتدفّق الاجئين إلى زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة
أصلاً.
-
يتعيّن على البلدان تطوير وتنفيذ برامج المياه والصرف
الصحي، والتزام التمويل الكافي، وتعزيز الظروف والإجراءات التي تجعل تنفيذ السياسات
والقوانين والخطط القوية ممكنة.
الهواء
- تتجاوز
مستويات تلوث الهواء ما بين 5 و10 أضعاف الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
-
تُعدّ مدن عربية عدة من المدن الـ20 الأكثر تلوثاً في
العالم.
-
سُجّل ارتفاع كبير في عدد الوفيات التي تُعزى إلى تلوث
الهواء الداخلي والخارجي.
-
العبء الإجمالي للمرض الناجم عن تلوث الهواء آخذ في
الازدياد، مع ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب والرئة، والإصابة بالسرطان، والمزيد
من حالات الربو.
-
أشاع ظهور فيروس كورونا وانتشاره إحساساً إضافياً بالضرورة
الملحّة لتحسين نوعية الهواء، إذ أظهرت الدراسات أدلّة على العلاقة بين تلوث
الهواء وزيادة الحالات وحدّتها.
-
يتعين تحسين مستويات تقويم المخاطر الصحية المستندة الى
معلومات، بناءً على دراسات رصد الهواء والنمذجة، التي ستزوّد صانعي السياسات العرب
الأدوات الصحيحة للحدّ من تأثير تلوث الهواء على الصحة العامة.
النفايات
- يتزايد
توليد النفايات الصلبة في المنطقة العربية بمعدّل يُنذر بالخطر، نظراً إلى النمو
السكاني السريع والتوسع الحضري المنفلت والتغيُّرات في أنماط الاستهلاك والإنتاج.
-
إبرز المشاكل الصحية التي تُعزى إلى إدارة النفايات على نحو غير
ملائم: إضطرابات الجهاز التنفسي، التهابات العين، التهابات الجهاز الهضمي.
-
53 في المئة من كل النفايات تُرمى عشوائياً بطريقة غير
صحية.
-
زادت جائحة كوفيد-19 من استعمال المواد ذات الإستخدام الواحد،
مثل الأقنعة والقفازات، مما ولّد المزيد من النفايات الخطرة.
-
استبدال مرافق النفايات القديمة بأخرى جديدة يمكن أن يقلّل
من المخاطر الصحية المرتبطة بها وتوقف انتشار الملوثات.
-
اعتماد نهج دائري لإدارة النفايات، يقوم على التخفيف
واعادة الاستعمال والتدوير، يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لاضعاف التأثير الضار
للنفايات على صحة الإنسان والطبيعة.
البيئة
البحرية
- تتأأثّر صحة السكان العرب بالتصريف المباشر لمياه الصرف الصحي غير المعالجة في
المناطق الساحلية، والتنقيب عن النفط واستخراجه في البحر، ورمي المواد البلاستيكية
الدقيقة.
-
تُنتج الدول العربية نحو 12 بليون متر مكعب من مياه
الصرف الصحي سنوياً، يُعالج أقل من 60 في المئة منها، ويعاد استعمال نصف كمية
المياه المعالجة. أما الكمية المتبقية فتصرف بمعظمها في البحار.
-
يمكن أن تؤدي مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى انتشار الأمراض بين
البشر.
-
تسبّب التنقيب عن النفط واستخراجه ونقله في تلوث كبير
للبيئة البحرية، كما تسبب في تلوث الأسماك، التي يستهلكها البشر لاحقاً، بالمعادن
الثقيلة.
-
ثمة حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف التأثير المباشر
لحالة البيئة البحرية على صحة الإنسان في المنطقة العربية، مع التركيز على مسببات
الأمراض ونقل السموم إلى الإنسان ومقاومة مضادات الميكروبات.
تغيُّر
المناخ
- تشمل
الآثار الصحية المباشرة لتغيُّر المناخ: أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض
الجهاز التنفسي وضربات الشمس.
-
من المتوقع أن تؤدي زيادة الحرارة درجة مئوية واحدة إلى
زيادة معدل الوفيات بنسبة 3 في المئة.
-
قضايا الصحة العامة مفقودة عموماً ضمن الاستراتيجيات
الوطنية للتكيُّف مع تغيُّر المناخ.
-
تفتقر المنطقة إلى حدٍ كبير إلى خطط التكيُّف الوطنية
التي تتناول الاستجابات التشريعية والعملية، بناءً على المخاطر الصحية المتوقعة،
لموجات الحر والظواهر الجوية الشديدة وتلوث الهواء والأمراض المعدية.
-
تحتاج البلدان العربية أن تكتسب فهماً أفضل للعوامل
المختلفة التي تؤثر على نتائج تغيُّر المناخ على الصحة، من أجل تصميم استراتيجيات
فعالة للتخفيف والتكيُّف، تلبّي الحالة الخاصة بكل بلد، مع تأثيرات مباشرة وواضحة
على صحة السكان.
بشكل عام، ثمة حاجة إلى تبادل الخبرات في التخصصات
المتعلقة بالصحة والبيئة عبر البلدان العربية، مع تكثيف التعاون الإقليمي، بما
يشمل التأهب للطوارئ لمواجهة الكوارث الصحية والبيئية. ويبقى إنشاء نظام رعاية
صحية أولية، بما في ذلك التثقيف الصحي، مهمة ملحّة. وفي نهاية المطاف، تبقى الحاجة
إلى استراتيجيات إقليمية تحدد أهدافاً مشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تقرير
"أفد" يوضح أن البيئة الصحية هي شرط أساسي لأشخاص أصحاء.