صدر العدد 271 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وهو متوفر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني
www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "الاستهلاك المفرط: هل تكفي قوارب النجاة لإنقاذ سكان الأرض؟" ففي أكثر من مكان، ترتفع أصوات المحافظين التي ترفض المساومة على نمط الحياة في مقابل استقبال المهاجرين أو تقديم العون للبلدان الأكثر فقراً. ولكن هل موارد العالم شحيحة إلى درجة حرمان الأكثرية من العيش الكريم؟ أم أن نمط الحياة في البلدان الغنية يستنزف ثروات الأرض على نحو غير عقلاني؟
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "الاقتصاد الأخضر: الخيار الطبيعي للتعافي". تعتمد أرزاقنا واقتصاداتنا على الموارد والخدمات التي تتيحها الطبيعة. لذلك فمن شأن تدهور هذه الموارد والخدمات نتيجة الأنشطة البشرية أن يُضعف القدرة الإنتاجية للطبيعة التي يعتمد عليها الاقتصاد لتلبية الاحتياجات الأساسية، ومنها المياه والطاقة والغذاء. وهذا يستدعي أن نتبع نمط عيش أكثر اتزاناً ونساهم في اقتصاد أخضر يضمن حماية البيئة وكرامة الانسان. وفيالعدد أيضاً مقال بعنوان "زراعة الأشجار يمكنها أن تحدّ من الفقر وتبطئ تغيُّر المناخ"، حيث تُشير التقديرات إلى أن مزارع الغابات يمكن أن تكون أكثر ربحية بثمانية أضعاف من المحاصيل الأساسية مثل الحبوب، الأمر الذي يمكن أن يزيد من دخل المزارعين ويحدّ من الفقر في المناطق القروية.ويتضمن مقال مصوّر بعنوان "كوميديا الحياة البرية"مجموعة مختارة من الصور التي وصلت إلى نهائيات مسابقة "صور كوميدية من الحياة البرّية 2020". وبالإضافة إلى الجانب الفكاهي لهذه المسابقة، تكمن أهميتها أيضاً في أنها تعزّز الحفاظ على الحياة البرية والموائل الطبيعية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "غابات في المدن لمناخ معتدل"، يتطرّق رئيس التحرير نجيب صعب إلى ظاهرة "الجُزُر الحرارية" في المدن، التي تتسبب بها مباني الاسمنت والحديد وشوارع الإسفلت وأرصفة الحجر، بالإضافة إلى وسائل النقل ومكيّفات الهواء. مدن كثيرة قررت التصدّي لموجات الحرّ بزرع الأشجار، لتنطلق فكرة زرع "الغابات الحضرية" داخل المدن وحولها، وتكثيف غرس الأشجار على جوانب الطرقات، ليس بهدف التجميل فقط، بل أساساً لأهداف بيئية وصحّية. وينبّه صعب إلى انه "من العوامل الهامة لنجاح التشجير المديني اختيار الأنواع النباتية المناسبة للأوضاع الطبيعية في المكان المحدّد، من تربة ومياه ومناخ". ويخلُص صعب إلى القول بأن "جميع المدن العربية مدعوّة، اليوم قبل الغد، إلى إطلاق برامج كبيرة لزراعة "الغابات الحضريّة"، داخل المدن وحولها، واستخدام مياه الصرف المعالَجة في ريّها. هذه خطوة ضرورية للتأقلم مع التغيُّر المناخي".